Contact Us
Ektisadi.com
أسواق

من صعود تاريخي إلى هبوط مفاجئ... رحلة انخفاض الذهب مستمرة

هبوط الذهب

في مشهد يعكس هشاشة الأسواق العالمية، شهد الذهب تقلبات حادة خلال الأسبوع الجاري، حيث انتقل من ذروة تاريخية إلى تراجع مفاجئ، ما أثار قلق المستثمرين وأعاد خلط أوراق الملاذات الآمنة.

فبعد أن سجل سعر أونصة الذهب يوم الإثنين، أعلى مستوى له على الإطلاق عند 4381.21 دولارا للأوقية، مدفوعاً بموجة من الشراء المكثف من البنوك المركزية وتوقعات خفض أسعار الفائدة، انقلبت الصورة تماما يوم الثلاثاء، حيث هوى المعدن الأصفر بأكثر من 5%، في أكبر انخفاض يومي له منذ أغسطس/آب 2020، ليستقر عند 4113.54 دولاراً صباح الأربعاء، بحسب بيانات رويترز.

ومع انطلاق تعاملات اليوم، واصلت أسعار الذهب انخفاضها وسط عمليات بيع لجني الأرباح بعد ارتفاعها القياسي في الآونة الأخيرة، فيما يترقب المستثمرون بيانات التضخم الأميركية هذا الأسبوع والتي قد تعطي مؤشرات إضافية على مسار خفض أسعار الفائدة.

وبحسب رويترز، انخفض سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.3% إلى 4113.54 دولاراً عند الساعة 01:15 بتوقيت غرينتش، لكنه كان قد لامس أدنى مستوى له في أسبوع عند 4003.39 دولارات خلال ساعات الصباح، ما كشف عن هشاشة ثقة المستثمرين، وفقاً لما ذكره العضو المنتدب بشركة إليكتوس فايننشال في أوكلاند، أليكس هيل، الذي قال: "ما يرتفع يجب أن ينخفض. كانت السوق ترتفع بالمثل، وفي مرحلة ما يجب أن تشهد بعض الهبوط".

وكان الذهب قد هوى بأكثر من 5% أمس الثلاثاء، مسجلاً أكبر انخفاض له منذ أغسطس 2020. غير أن العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر/كانون الأول ارتفعت 0.5% إلى 4129.8 دولاراً.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه يتوقع التوصل إلى اتفاق تجاري عادل مع نظيره الصيني شي جين بينغ عندما يلتقيان الأسبوع المقبل في كوريا الجنوبية، وقلل من مخاطر نشوب خلاف بشأن قضية تايوان.

وقفزت أسعار الذهب بنحو 56% هذا العام، إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 4381.21 دولاراً يوم الاثنين، مدعومة بحالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي ورهانات خفض أسعار الفائدة وشراء البنوك المركزية المستمر للمعدن الأصفر.

ويتطلع المستثمرون الآن إلى صدور تقرير مؤشر أسعار المستهلك الأميركي لشهر سبتمبر/أيلول يوم الجمعة المقبل، بعدما تأجل صدور التقرير بسبب إغلاق الحكومة الأميركية. وأظهر استطلاع أجرته رويترز لآراء خبراء اقتصاديين أن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) سيخفض سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس الأسبوع المقبل، ثم مرة أخرى في ديسمبر/كانون الأول.

في غضون ذلك، من غير المتوقع أن يخفض البنك المركزي الأوروبي، الذي سيجتمع الأسبوع المقبل، سعر الفائدة في أي وقت قريب. ويميل الذهب إلى الارتفاع عند انخفاض أسعار الفائدة، إذ إنها تقلل من كلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن النفيس الذي لا يدر عائداً.

وبالنسبة لبقية المعادن الثمينة، انخفض سعر الفضة في المعاملات الفورية 0.9% إلى 48.29 دولاراً الأونصة، وتراجع البلاتين 1.1% إلى 1534.44 دولاراً واستقر البلاديوم عند 1406.76 دولارات.

ورغم التراجع، يرى محللون أن الذهب لا يزال يحتفظ بجاذبيته، خصوصاً في ظل استمرار التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأميركية. فبحسب أداة "فيد ووتش" التابعة لـ"سي إم إي" (CME)، تتوقع الأسواق خفضاً بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي المرتقب، مع خفض إضافي محتمل في ديسمبر.