تراجع النفط وسط ضبابية في الأسواق مع تصاعد التوتر التجاري بين واشنطن وبكين

تراجعت أسعار النفط اليوم الاثنين تحت ضغط المخاوف من وفرة المعروض عالمياً، في وقت زادت فيه التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين من القلق بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي وضعف الطلب على الطاقة، بينما صعّدت واشنطن ضغوطها على مشتري الخام الروسي، وفي مقدمتهم الهند نقلا عن رويترز.
إنخفضت العقود الآجلة لخام برنت 24 سنتاً، أي ما يعادل 0.4 في المئة، لتسجّل 61.05 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 00:32 بتوقيت غرينتش، فيما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 21 سنتاً إلى 57.33 دولاراً للبرميل، لتبدّد المكاسب التي حققتها نهاية الأسبوع الماضي. وكان الخامان القياسيان قد خسرا أكثر من اثنين في المئة الأسبوع الماضي، مسجلين ثالث تراجع أسبوعي متتالٍ، بعد توقعات وكالة الطاقة الدولية بزيادة فائض المعروض في عام 2026.
وبحسب رويترز، أوضح المحلل توشيتاكا تازاوا من شركة “فوجيتومي للأوراق المالية” أن المخاوف من زيادة الإنتاج في الدول المنتجة للنفط، إلى جانب التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين، تواصل تأجيج ضغوط البيع في الأسواق.
وفي السياق السياسي، أكّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الأحد أنّ رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أبلغه بأن الهند ستتوقف عن شراء النفط الروسي، محذّراً من أن نيودلهي ستواجه “رسوماً جمركية ضخمة” إذا لم تلتزم بذلك. وأضاف ترامب للصحافيين على متن طائرة الرئاسة أنّه “تحدث مع رئيس الوزراء مودي الذي أكّد أنه لن يتعامل مع النفط الروسي”، في حين نفت وزارة الخارجية الهندية علمها بأي محادثة من هذا النوع، لكنها شددت على أنّ أولويتها هي “حماية مصالح المستهلك الهندي” بحسب رويترز.
ويُعد النفط الروسي أحد أبرز الملفات الخلافية بين واشنطن ونيودلهي، إذ تفرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية مرتفعة على السلع الهندية، فيما تعتبر واشنطن أنّ عائدات الطاقة الروسية تُسهم في تمويل الحرب في أوكرانيا. وتقول مصادر في البيت الأبيض إنّ الهند خفّضت بالفعل مشترياتها من الخام الروسي إلى النصف، بينما نفت مصادر هندية حدوث أي انخفاض فوري في الواردات.
تزامن ذلك مع تأكيد ترامب وبوتين عزمهما عقد قمة جديدة حول الحرب في أوكرانيا، وسط استمرار واشنطن في الضغط على شركائها الآسيويين للحد من شراء النفط الروسي. ودعا ترامب خلال لقائه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض الجمعة إلى “وقف الحرب فوراً”، حتى لو تطلّب الأمر “تنازلات إقليمية” من كييف.
وعلى صعيد التجارة العالمية، كانت رئيسة منظمة التجارة العالمية قد حثّت واشنطن وبكين الأسبوع الماضي على تهدئة التوترات التجارية، محذّرة من أن تفكك العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم قد يقلّص الناتج العالمي بنسبة تصل إلى سبعة في المئة على المدى الطويل. وجددت الدولتان، وهما أكبر مستهلكين للنفط في العالم، تبادل فرض رسوم إضافية على السفن التي تنقل البضائع بينهما، في خطوة قد تُعطل تدفقات الشحن والطاقة.
في المقابل، أظهرت بيانات “بيكر هيوز” أن شركات الطاقة الأميركية أضافت منصات حفر جديدة للنفط والغاز الأسبوع الماضي، للمرة الأولى منذ ثلاثة أسابيع، في مؤشر على استمرار النشاط رغم المخاوف من تراجع الأسعار، وفقاً لرويترز.
تبعا لرويترز أيضا تتزامن هذه التطورات مع حالة من الضبابية في الأسواق النفطية، إذ تتقاطع العوامل الجيوسياسية مع الضغوط الاقتصادية العالمية، فيما يترقب المستثمرون نتائج القمة الأميركية–الروسية المرتقبة وما قد تحمله من إشارات بشأن مستقبل إمدادات الطاقة والعقوبات المفروضة على موسكو.
