صور الأقمار الصناعية تكشف عملية نقل غاز روسي مسال نادرة قبالة سواحل ماليزيا

كشفت صور الأقمار الصناعية عن تحرّك ناقلة روسية خاضعة للعقوبات الأميركي تحمل الغاز الطبيعي المسال، قبالة سواحل ماليزيا، إستعدادًا لعملية نقل وقود غير مسبوقة في عرض البحر، في خطوة تُظهر الأساليب المتزايدة التي تعتمدها موسكو للإلتفاف على العقوبات الغربية.
وأظهرت صور القمر الصناعي الأوروبي Sentinel-2 بتاريخ 18 تشرين الأول/أكتوبر، أن الناقلة "بيرل" (Perle)، التي فرضت عليها الولايات المتحدة عقوبات في وقت سابق هذا العام، ترسو بالتوازي مع سفينة أخرى على بُعد نحو 90 كيلومترًا شرق شبه الجزيرة الماليزية، في وضع يوحي بأنها بصدد تنفيذ عملية نقل شحنة من سفينة إلى أخرى.
وعلى الرغم من أن المنطقة معروفة بعمليات نقل النفط الخام في المياه الدولية بين ناقلات تُعرف بـ«أسطول الظل»، فإن نقل الغاز الطبيعي المسال في عرض البحر يُعدّ خطوة نادرة ومعقدة تقنيًا. وتشير بيانات وتحليلات وكالة بلومبرغ إلى أن هذه قد تكون أول عملية موثقة من نوعها لنقل غاز روسي مسال في المياه الماليزية.
وتُظهر البيانات أن السفينة الثانية المشاركة في العملية تُدعى CCH Gas، والتي انتقلت ملكيتها في أيار/مايو الماضي إلى شركة مقرها هونغ كونغ باسم CCH-1 Shipping Co.. كما تبث السفينة إشارات مزيّفة تُظهر وجودها في موقع آخر، وهي حيلة معروفة لدى سفن “أسطول الظل” لإخفاء مواقعها الفعلية.
وبحسب بيانات شركة Kpler المتخصصة في تتبع حركة السفن، فإن الناقلة بيرل حمّلت شحنة من الغاز الطبيعي المسال في فبراير الماضي من مصنع “بورتوفايا” الروسي على الساحل البلطيقي، وهو المصنع الذي لم يصدّر أي شحنة منذ فرض العقوبات الأمريكية عليه في كانون الثاني/يناير 2024. وبعد فترة طويلة من التوقف، أبحرت السفينة في يوليو باتجاه آسيا عبر رأس الرجاء الصالح.
ويُرجح أن تكون هذه الشحنة الأولى التي تغادر المصنع نحو الشرق منذ نحو عام. كما توقفت الناقلة عن بث إشارات موقعها مؤخرًا، في إشارة إلى سعيها لتجنّب التتبع الدولي.
وتأتي هذه التطورات في إطار جهود موسكو لإيجاد أسواق جديدة للغاز الروسي بعد القيود الغربية. إذ بدأ مصنع روسي آخر خاضع للعقوبات، Arctic LNG 2، تصدير الغاز إلى الصين أواخر أغسطس، تزامنًا مع زيارة الرئيس فلاديمير بوتين إلى بكين.
وتُدار ناقلة بيرل من قبل شركة Dreamer Shipmanagement LLC-FZ، التي تتخذ من فندق ميدان في دبي عنوانًا لها، وهو المكان نفسه الذي تستخدمه عدة شركات يُعتقد أنها تساعد روسيا في تشغيل أسطول ناقلات لتصدير الغاز الخاضع للعقوبات.
يُذكر أن شركتي Dreamer Shipmanagement وCCH-1 Shipping Co. لا تملكان بيانات اتصال رسمية، ولم يصدر أي رد من فندق ميدان على استفسارات وكالة بلومبرغ بشأن أنشطتهما.