شو معبر رفح وأهميته بالنسبة للفلسطينيين؟

معبر رفح
معبر رفح هو المنفذ الوحيد اللي بيتنفس منه أهل غزة. بوابة صغيرة على الحدود مع مصر، بس حجمها الصغير ما بيعني شي، لأنها بتحمل معنى كبير. هالمعبر مش بس طريق عبور، هو شريان حياة، هو النفس الوحيد اللي بيربط أكتر من مليوني إنسان بالعالم برا. بغزة، الحصار خنق كل شي، وصار السفر والعلاج والدراسة وحتى الأمل، كلهم مربوطين بهالبوابة الصغيرة.
وقت بينفتح المعبر، بتحس غزة كلها عم تتنفس من جديد. بتفوت الأدوية اللي بتنقذ أرواح، والمواد الغذائية والوقود اللي بيشغّل المستشفيات والمخابز. بتسمع أصوات الشاحنات، وبتشوف العيون عم تدمع من الفرح. المرضى بيسافروا يتعالجوا، والطلاب بيرجعوا على جامعاتهم، والعائلات بتلتقي بعد شهور وسنين من الفراق. يوم فتح المعبر بيكون متل العيد، بتصير الناس تضحك وتبكي بنفس الوقت، لأنهم بيحسّوا ان العالم أخيرًا تذكّرهم، وانهم مش منسيين.
بس لما بيتسكر، كل شي بيتحوّل لخنقة حقيقية. المستشفيات بتعاني من نقص الدوا والوقود، المولدات بتتعب، والمياه بتنقطع، والناس بتعيش على الانتظار. في مرضى بيموتوا لأنهم ما قدروا يطلعوا للعلاج، وطلاب بيخسروا سنين من عمرهم لأنهم انحرموا من السفر، وعائلات بتنعزل عن بعضها، ما الها غير الدعاء والأمل. الإغلاق مش بس بيوقف الحركة، بيكسر الروح وبيخلي القلب يوجع قبل الجسد.
المعبر مش بس ممر، هو كمان ورقة ضغط سياسي، بينفتح وبيتسكر حسب المفاوضات والمصالح، وكأن حياة الناس صارت جزء من لعبة دولية. قرار فتحه مش بإيد الغزاوي، بس رغم هيك، كل مرة بينفتح فيها، بينولد أمل جديد. بتشوف الوجوه منورة، والعيون بتحكي “رجع النفس”. وكل مرة بيتسكر فيها، بيبقى الأمل جوّا الناس، متل شمعة مش راضية تطفي، مهما اشتدّ الظلام.
معبر رفح مش بوابة حديد، هو رمز لصمود غزة، لقوة ناسها، ولإصرارهم إنهم يعيشوا رغم كل شي. فتحه يعني حياة، وإغلاقه يعني اختناق. ومع كل مرة بيتسكر، بتكبر الإرادة، وبيصير الصبر جزء من هوية أهلها. لأنهم بيعرفوا إنه بعد كل ليل طويل، رح يمرّ ضوّ… ولو صغير. ضوّ بيعيد النفس لغزة، وبيذكّر العالم انه ورا الحصار في بشر، وبعد كل وجع في أمل.