النفط الروسي يضع الهند في مفترق طرق بين واشنطن والخصومات المغرية

قال مسؤول في البيت الأبيض، أمس الخميس، أن الولايات المتحدة والهند أجرتا محادثات تجارية بنّاءة خلال الأيام الماضية، مشيرًا إلى أن مصافي التكرير الهندية بدأت بالفعل في تقليص وارداتها من النفط الروسي بنسبة 50 بالمئة.
ومع ذلك، أوضحت مصادر هندية أن هذا الخفض لم يظهر أثره بعد في البيانات الرسمية، متوقعةً أن ينعكس في أرقام الواردات الخاصة بشهري ديسمبر/كانون الأول، أو كانون الثاني/يناير المقبلين.
كما أضافت المصادر أن مصافي النفط الهندية كانت قد اشترت بالفعل شحنات ستحمل في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، والتي من المنتظر أن تصل إلى الهند في كانون الأول/ديسمبر، مشيرة إلى أن الحكومة الهندية لم تُصدر حتى الآن أي تعليمات رسمية تطلب من شركات التكرير تقليص الواردات من روسيا.
ورغم ذلك، تشير التوقعات إلى أن مصافي التكرير الهندية قد تزيد وارداتها من النفط الروسي خلال الأشهر المقبلة، خاصةً في ظل إستمرار تعثر المحادثات التجارية مع واشنطن وإرتفاع الخصومات على شحنات الخام الروسي نتيجة وفرة الإمدادات، إذ أن الخصومات ستتراوح على شحنات خام "الأورال" الروسي في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، بين دولارين و2.50 دولار للبرميل مقارنة بخام "البرنت"، وهو سعر أكثر جذبًا بعد أن كان الخصم نحو دولار واحد فقط للبرميل خلال شهري تموز/يوليو وآب/أغسطس، حين كانت الإمدادات الروسية محدودة بسبب إعطاء موسكو الأولوية لتلبية الطلب المحلي.
ووفقًا لبيانات تتبع السفن الصادرة عن شركة كبلر، وهي شركة عالمية متخصصة في تحليل بيانات أسواق الطاقة والسلع، فإن متوسط واردات الهند من النفط الخام الروسي قد يبلغ نحو 1.7 مليون برميل يوميًا في تشرين الأول/أكتوبر الحالي، زيادة بنسبة 6 بالمئة عن مستويات أيلول/سبتمبر الماضي، لكنه يظل أقل من معدلات العام الماضي.
وكانت الولايات المتحدة قد فرضت في آب/أغسطس الماضي ضريبة عقابية بنسبة 50 بالمئة على وارداتها من السلع الهندية، في خطوة تهدف إلى الضغط على نيودلهي لتقليص إعتمادها على النفط الروسي، رغم إمتناع واشنطن عن اتخاذ إجراءات مماثلة ضد الصين، وهي أيضًا من كبار المشترين للخام الروسي.
وردًا على ذلك، أكدت الحكومة الهندية أن قراراتها في شراء النفط مدفوعة بعوامل اقتصادية وسعرية، مشيرة إلى إستمرار رغبتها في تعزيز واردات الطاقة من الولايات المتحدة ضمن إطار المحادثات الجارية بين البلدين.
ولا يزال من غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت مصافي التكرير الهندية ستواصل زيادة مشترياتها من النفط الروسي منخفض السعر إلى أقصى حد ممكن، في ضوء المفاوضات المستمرة مع واشنطن.
إذ وصف مسؤولون من نيودلهي الإجتماعات الأخيرة مع الجانب الأميركي بأنها بنّاءة وإيجابية، رغم إصرار واشنطن على مطالبة الهند بوقف شراء النفط الروسي.