Contact Us
اقتصاد

رئيس أرامكو يحذّر: أزمة نفطية تقترب... وانخفاض الاستثمارات يهدد بإمدادات ناقصة بـ10 ملايين برميل يومياً

 أرامكو السعودية

أرامكو السعودية (الإنترنت)

في وقتٍ تتسارع فيه الجهود العالمية نحو تعكس هذه التحذيرات المتصاعدة تحدي الموازنة بين التحول الطاقوي وإستقرار الأسواق، إذ يواجه العالم مفترق طرق بين السعي إلى خفض الانبعاثات الكربونية من جهة، والحفاظ على إمدادات كافية لتلبية الطلب المتنامي من جهة أخرى. ومع إستمرار تراجع الإستثمارات في القطاع التقليدي، قد يجد الإقتصاد العالمي نفسه أمام أزمة نفطية جديدة تهدد بتقويض جهود التعافي والنمو في العقود المقبلة.

إلى الطاقة النظيفة، يُطلق الرئيس التنفيذي لشركة "أرامكو السعودية" أمين الناصر تحذيراً واضحاً من أزمة تلوح في الأفق بأسواق النفط العالمية، نتيجة تراجع الإستثمارات في الإستكشاف والإنتاج خلال العقد الماضي، محذّراً من أن إستمرار هذا الإتجاه قد يقود إلى عجزٍ في الإمدادات يهدد إستقرار الإقتصاد العالمي خلال السنوات المقبلة.قال الناصر في مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز" إن العالم يواجه أزمة حقيقية في إمدادات النفط ما لم تُستأنف الإستثمارات بشكل جدي، مشيراً إلى أن حجم الإنفاق الحالي في القطاع منخفض للغاية، رغم إستمرار الطلب العالمي في الإرتفاع.

وأضاف أن تطوير الحقول الجديدة يحتاج إلى فترة تمتد بين خمس وسبع سنوات، ما يجعل التأخير في الإستثمار خطراً مباشراً على إستقرار السوق العالمي، مشيراً إلى أن "العالم مرّ بعقد من الزمن لم يُستكشف فيه بالشكل الكافي، وإذا إستمر الوضع على هذا النحو فسنشهد أزمة معروض حتمية.

تراجع الإستثمارات مقابل تصاعد الطلب

منذ إنهيار أسعار النفط عام 2014، قلّصت شركات الطاقة الكبرى إنفاقها على الاستكشاف والإنتاج تحت ضغوط التحول إلى الطاقة النظيفة ومطالب المستثمرين بتحقيق عوائد أسرع. ووفقاً لتقديرات وكالة الطاقة الدولية، من المتوقع أن تنخفض الاستثمارات العالمية في النفط والغاز هذا العام بنسبة 6% لتصل إلى 420 مليار دولار، وهو أول تراجع سنوي منذ جائحة كورونا..

النفط الصخري الأميركي إلى إنحسار

وحذّر الناصر من أن الطفرة النفطية في قطاع النفط الصخري الأميركي، التي ساهمت في إغراق الأسواق خلال العقد الماضي، لن تتكرر، متوقعاً أن يصل الإنتاج الصخري إلى مرحلة الإستقرار ثم التراجع خلال الخمسة عشر عاماً المقبلة. وتساءل: "من أين ستأتي البراميل الإضافية لتلبية الطلب إذا بدأ النفط الصخري بالتراجع؟".

وتوقعت شركة ريستاد إنرجي أن يبلغ العجز في المعروض نحو 10 ملايين برميل يومياً بحلول عام 2040، إذا لم تُضخ إستثمارات جديدة كافية في مشاريع النفط التقليدي.

تحذيرات متقاطعة من أوبك ووكالات الطاقة

تأتي تصريحات الناصر في سياق تحذيرات متكررة من كبار الفاعلين في قطاع الطاقة، إذ أكد الأمين العام لـمنظمة أوبك هيثم الغيص، خلال مؤتمر "أسبوع الطاقة الروسي 2025"، أن العالم سيحتاج إلى طاقة أكثر بنسبة 23% بحلول منتصف القرن، داعياً إلى زيادة الإستثمارات في النفط والغاز لتجنّب نقص الإمدادات.

أما وكالة الطاقة الدولية، فحذّرت من أن الحفاظ على مستويات الإنتاج الحالية يتطلّب إنفاقاً سنوياً لا يقل عن 540 مليار دولار حتى عام 2050، مشيرةً إلى أن غياب الإستثمارات الجديدة سيؤدي إلى تراجع المعروض العالمي بما يعادل إنتاج النرويج والبرازيل مجتمعين، أي أكثر من 5 ملايين برميل يومياً سنوياً.

تعكس هذه التحذيرات المتصاعدة تحدي الموازنة بين التحول الطاقوي وإستقرار الأسواق، إذ يواجه العالم مفترق طرق بين السعي إلى خفض الإنبعاثات الكربونية من جهة، والحفاظ على إمدادات كافية لتلبية الطلب المتنامي من جهة أخرى. ومع إستمرار تراجع الإستثمارات في القطاع التقليدي، قد يجد الإقتصاد العالمي نفسه أمام أزمة نفطية جديدة تهدد بتقويض جهود التعافي والنمو في العقود المقبلة.

شارك المقال