الفجوة الماليّة بلبنان... حفرة بلا قاع ومراية لسنين الهدر والفساد

صار الكل بلبنان يحكي عن "الفجوة الماليّة" وكأنها وحش مخبّى تحت الاقتصاد التعبان أصلاً.
بس مش كل الناس بتعرف شو المقصود بالعبارة أصلاً.
الفجوة المالية هيي ببساطة الفرق بين اللي الدولة ومصرف لبنان والمصارف مديونين فيه، وبين اللي فعلاً عندن ياه من أصول واحتياطات لتغطية هالديون.
التقديرات بتقول إنو الفجوة اليوم بين 70 و80 مليار دولار، يعني شي تلات أو أربع مرّات حجم الاقتصاد اللبناني. الرقم مهول، وسببه سنين من السياسات الغلط: دعم الليرة بأي تمن، تمويل عجز الكهرباء، تراكم الدين العام، وفوايد خيالية على القروض.
اليوم هالفجوة صارت قلب خطة إعادة هيكلة المصارف.
النقاش داير كيف رح تتوزّع الخسارة: على الدولة؟ على المصرف المركزي؟ ولا على المودعين؟ في اقتراحات بتقول إنو الودائع الصغيرة (تحت المية ألف دولار) بتنردّ خلال 3 لـ5 سنين، والباقي بيتأجّل أكتر، يمكن مدعوم بأصول الدولة أو بالذهب.
بس الواقع إنو السياسيين بعدن مختلفين، وما في شفافية كافية، ولا تدقيق جدّي يفرجي وين راحت المصاري. والناس مش قبلانة تدفع تمن أخطاء المنظومة اللي دمّرت البلد.
الفجوة الماليّة مش بس رقم بالحسابات، هي صورة عن بلد عاش على الوهم سنين طويلة.
والسؤال الكبير: مين رح يسدّها بالأخير: الشعب الموجوع ولا اللي عملوها؟