Contact Us
Ektisadi.com
صحة وغذاء

من الوراثة إلى التوتر... تعرف على محفزات الصدفية وكيفية تجنبها

15 أكتوبر 2025
مرض الصدفية

الصدفية هي مرض جلدي مزمن مناعي ذاتي يحدث عندما يهاجم الجهاز المناعي خلايا الجلد السليمة عن طريق الخطأ. يؤدي هذا الهجوم إلى زيادة سرعة نمو الخلايا الجلدية، حيث تتجدد في غضون أيام بدلًا من أسابيع، وتتراكم على سطح الجلد مكونةً بقعًا حمراء ومتقشرة. هذا التفاعل المناعي يؤدي أيضًا إلى التهاب محلي يزيد من إحمرار الجلد وحكة المصاب، بحسب معلومات مؤسسة الصدفية الوطنية حول عمل الجهاز المناعي وتأثيره على الجلد.

تتعدد أسباب الصدفية وتشمل عوامل وراثية، حيث يزيد وجود تاريخ عائلي للإصابة من إحتمالية ظهور المرض، بالإضافة إلى العوامل المناعية التي تسبب إفراز مواد التهابية مثل TNF-alpha وIL-17 وIL-23، والتي تُعد أهدافًا رئيسية للعلاجات البيولوجية الحديث. كما تلعب العوامل البيئية دورًا في تحفيز تفاقم المرض، بما في ذلك التوتر النفسي، التدخين، العدوى، وبعض الأدوية، والتعرض المفرط للشمس أحيانًا.

عامل نخر الورم ألفا (TNF-alpha): هو بروتين يُفرز من خلايا المناعة لمهاجمة العدوى، لكنه في بعض الأمراض مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو الصدفية، يصبح مفرط النشاط، فيسبب تلف الأنسجة والتهابات مؤلمة.

الإنترلوكين 17 (IL-17): يعمل هذا البروتين كـ"منسّق" لعمل خلايا المناعة، لكنه عندما يفرز بكميات كبيرة، يثير إستجابات التهابية قوية قد تؤدي إلى أمراض جلدية أو مفصلية، أبرزها الصدفية والتهاب المفاصل الصدفي.

الإنترلوكين 23 (IL-23): يُعتبر المحرّك الأساسي لإنتاج IL-17، أي أنه "الوقود" الذي يغذي سلسلة الإلتهاب. لذلك، تستهدفه بعض الأدوية الحديثة لوقف الإلتهاب من جذوره، مما أحدث ثورة في علاج أمراض المناعة الذاتية.

أنواع الصدفية تختلف حسب شكل الأعراض ومكان ظهورها، حيث تُعد الصدفية اللويحية الأكثر شيوعًا وتظهر على شكل بقع حمراء مغطاة بقشور فضية. وتظهر الصدفية النقطية على شكل بقع صغيرة غالبًا بعد الالتهابات البكتيرية، بينما الصدفية العكسية تتوضع في الطيات الجلدية مثل الإبطين والفخذين. هناك أيضًا الصدفية البثرية التي تتسم بظهور بثور مليئة بالصديد، والصدفية المحمرة للجلد التي تسبب إحمرارًا شديدًا وتقشرًا واسعًا، وتتطلب متابعة طبية دقيقة.

تُستخدم عدة طرق للحد من تفاقم المرض، أبرزها إدارة التوتر النفسي وممارسة تقنيات الإسترخاء مثل اليوغا والتأمل، مع تجنب المحفزات مثل التدخين والكحول، والعناية بالبشرة باستخدام المرطبات لضمان بقاء الجلد رطبًا، واتباع نظام غذائي متوازن غني بالخضروات والفواكه مع تقليل الأطعمة المصنعة.

أما العلاجات، فتشمل الكريمات والمراهم الموضعية التي تحتوي على الكورتيكوستيرويدات أو فيتامين "د" أو قطران الفحم، بالإضافة إلى العلاج بالضوء تحت إشراف طبي.

كما تُستخدم الأدوية الجهازية الفموية أو الحقن التي تؤثر على الجهاز المناعي. أما أحدث العلاجات البيولوجية، فتستهدف السيتوكينات الإلتهابية المحددة مثل TNF-alpha وIL-17 وIL-23، وتعتبر فعالة للمرضى الذين لا يستجيبون للعلاجات التقليدية، حيث أظهرت الدراسات الحديثة تحسنًا ملحوظًا في الأعراض وتقليل الالتهاب على المدى الطويل مع متابعة طبية دقيقة لتجنب المضاعفات.

قد يؤدي إهمال علاج الصدفية إلى مضاعفات تشمل التهاب المفاصل الصدفي، الذي يسبب ألمًا وتورمًا في المفاصل، بالإضافة إلى مشاكل نفسية مثل الاكتئاب والقلق نتيجة تأثير المرض على المظهر اليومي، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

يُقدّر إنتشار المرض عالميًا بأكثر من 60 مليون شخص، مع معدل إصابة في الشرق الأوسط يتراوح بين 2-4%، أما الدول الإسكندنافية فترتفع النسبة إلى 8-11%، في حين يقل الإنتشار في آسيا وأفريقيا. في لبنان، تشير الدراسات إلى أن نسبة الإصابة تتراوح بين 2-3% من السكان، مع وجود حالات متفاوتة الشدة، وتتوفر مرافق طبية متخصصة لتقديم العلاج التقليدي والحديث، بما في ذلك العلاجات البيولوجية، مع توعية متزايدة حول التعايش مع المرض.

من الوراثة إلى التوتر... تعرف على محفزات الصدفية وكيفية ت... | Ektisadi.com | Ektisadi.com