حكاية البنك الدولي... محرّك للتنمية أم خادم للمصالح الكبرى؟

من وقت ما تأسّس سنة 1944 بعد الحرب العالميّة التانية، والبنك الدولي حاضر بكل زاوية من زوايا الاقتصاد العالمي. بالبداية، كانت فكرته بسيطة: يساعد الدول المدمَّرة بالحرب لتنهض من جديد. بس مع الوقت، صار أكتر من مجرّد "بنك"، صار لاعب أساسي بالسياسة والاقتصاد، وصار قراره بيهزّ دول وبيغيّر مصاير شعوب.
اليوم، البنك الدولي بيتكوّن من مجموعة مؤسسات، أهمها البنك الدولي للإنشاء والتعمير والمؤسسة الدولية للتنمية، ومقرّه الأساسي بواشنطن. هدفه المعلن هو "محاربة الفقر ودعم التنمية المستدامة"، وبيقدّم قروض ومساعدات للدول النامية بمليارات الدولارات سنويًا.
بس الصورة مش دايمًا ورديّة
كتار بيشوفوا إنو البنك الدولي صار أداة بيد الدول القويّة، وخصوصًا أميركا، لتفرض سياساتها الاقتصادية بالعالم. يعني القروض ما بتجي ببلاش، بتجي معها شروط: خصخصة، خفض دعم، تحرير أسعار، وإصلاحات بتطال حياة الناس اليومية. وهون بيتحوّل "الدعم" أوقات لـ"ضغط".
من الجهة التانية، في ناس بتقول إنو البنك ساهم فعلاً بنهوض دول كتيرة، وخلّى مشاريع بنى تحتية وزراعة وتعليم تشوف النور. يعني ما فينا ننكر إنو بعض الدول ما كانت لتقدر تنهض بلاه.
أما سياسياً، فالعلاقة بين البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بتكمل بعضا: الأول بيموّل مشاريع تنمية طويلة الأمد، والتاني بيهتم بالاستقرار المالي والميزانيات. ووراهن دايمًا في توازنات دولية دقيقة، ومصالح بين الغرب والجنوب، وبين المال والسياسة.
اليوم، ومع تغيّر موازين القوى وطلوع الصين والبريكس، صار في نقاش جديد: هل لازم يكون في "بنك عالمي بديل"؟ وهل بعد في ثقة بالمؤسسات القديمة يلي بتحكمها واشنطن؟
الجواب مش بسيط، بس الأكيد إنو البنك الدولي بعده لاعب ما بينمزح معه. كل قرض إلو كلفة، وكل قرار إلو خلفية، وبين الطموح بالتنمية ومصالح الكبار... الناس دايمًا بتدفع الثمن.