العودة إلى مدارس ميس الجبل... إرادة حياة رغم الدمار

في خطوة تعكس الإرادة والصمود رغم المصاعب افتتح العام الدراسي في المدرسة الثانوية في مجمع بلدة ميس الجبل التربوي هذا الأسبوع، إيذانا بعودة الحياة إلى طبيعتها بعد عامين من التهجير القسري الذي فرضه العدوان، انطلق العام الدراسي 2025-2026 في بلدة ميس الجبل الحدودية مع فلسطين المحتلة، إيذانًا بعودة الحياة إلى طبيعتها بعد عامين من التهجير القسري نتيجة العدوان الإسرائيلي. وقد شهدت البلدة، الواقعة ضمن قضاء مرجعيون في محافظة النبطية، دمارًا واسعًا خلال الحرب التي اندلعت في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهُجّر خلالها الأهالي واستشهد عدد منهم.
تحت أصداء الدمار وآثار القصف التي ما زالت شاهدة على حجم المعاناة، وقف المعلمون والتلامذة معا على أعتاب عام جديد يملأه الأمل والإصرار فعودة الطلاب إلى مقاعدهم ليست مجرد حدث تربوي، بل هي رسالة صمود وتمسك بالأرض، تؤكد أن إرادة الحياة أقوى من ركام الحرب.
وافتتح يوم الاثنين المجمع التربوي المؤقت في البلدة، والذي أنشأته بلدية ميس الجبل واتحاد بلديات جبل عامل، ويضم نحو 27 غرفة دراسية، بعد جهود استمرت منذ نهاية أغسطس/آب الماضي. ويأتي هذا المشروع استجابةً لتدمير جميع مدارس البلدة خلال الحرب، بما فيها متوسطة ميس الجبل، وثانوية الأستاذ محمد فلحة، والمدرسة الابتدائية الرسمية.
ورغم الظروف الصعبة وغياب البنى التحتية الكاملة، أصر أبناء ميس الجبل على استئناف مسيرتهم التعليمية من داخل البلدة رافضين خيار النزوح أو الانتظار فالمعلم الذي هجر قسرًا عاد ليزرع العلم من جديد، والتلميذ الذي تشتت بين المناطق عاد يحمل كتبه، عاقدًا العزم على بناء مستقبل أكثر ثبانًا وعدالة. وقد توجّه مدير الثانوية الأستاذ فرج بدران بكلمة ترحيبية إلى الطلاب، شرح خلالها الظرف الاستثنائي الحالي وضرورة التكيّف مع الوضع، موجّهًا إليهم بعض الإرشادات والتوجيهات.
ويأتي افتتاح العام الدراسي في ميس الجبل كأول بادرة من نوعها في المنطقة، تجسد روح الصمود والتحدي لدى الأهالي، وتعبر عن تمسكهم ببلدتهم رغم الجراح، وإيمانهم بأن النهوض يبدأ من مقاعد الدراسة، وأن العلم هو أبلغ رد على محاولات العدو لطمس الحياة في الجنوب.
