Contact Us
Ektisadi.com
تعليم وثقافة

التعليم عن بُعد... ملجأ الطلاب والمؤسسات في الحروب والأزمات

15 أكتوبر 2025
التعليم عن بعد... فرص وتحديات

بعد مرور فترة على تجربة التعليم عن بُعد في معظم دول العالم نتيجة تفشي جائحة كورونا، أصبح هناك تحدٍ كبير أمام الأساتذة والمعلمين، خاصة الذين اعتادوا على التواصل المباشر مع الطلاب. ومع ذلك، أسهمت هذه التجربة في تحقيق العديد من الآثار الإيجابية.

كان لتطبيق التعليم عن بُعد فوائد عديدة ساعدت في تسهيل التواصل بين المؤسسات التعليمية، سواء كانت مدارس أو جامعات، وبين الطلاب، كما حسّنت العلاقات بينهم، ومن أبرز هذه الفوائد:
-تمكّن الطلاب من الوصول إلى المواد التعليمية في أي وقت ومن أي مكان، دون التقيد بوقت أو مكان محدّد، ما أتاح لهم مرونة أكبر في تنظيم وقتهم وفق احتياجاتهم.
- وفّر الإنترنت وصولاً واسعاً إلى الموارد التعليمية مثل الفيديوهات التعليمية، المقالات، الكتب الإلكترونية، والمنصات التعليمية، مما وسّع معارف الطلاب وأتاح لهم تعلم مواضيع جديدة.
- ساعد التعليم عن بُعد في تعزيز التفاعل بين الطلاب والأساتذة عبر النقاشات والمشاركات على المنصات التعليمية، بما في ذلك الاجتماعات الإلكترونية والألعاب التعليمية التي تشجع على التعاون والمشاركة.
- منح التعليم عن بُعد فرصة لأي شخص حول العالم للتعلم من مؤسسات تعليمية بارزة دون الحاجة للسفر أو الانتقال، ما جعل التعليم بلا حدود.
- تكلفته أقل من التعليم التقليدي، إذ وفر مصاريف النقل والإقامة، كما توفرت بعض الدورات مجانًا أو بأسعار رمزية.
- ساعد التعلم الإلكتروني الطلاب على اكتساب خبرة تقنية مهمة ومواكبة التطور في التقنيات الحديثة، لا سيما من خلال الدورات المتخصصة في مجالات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي وتقنية البلوك تشين.
تميز التعليم عن بُعد بأساليب مبتكرة مثل لشرح الدروس مثل الفيديوهات، الندوات، البودكاست، وتجارب الواقع الافتراضي، مما جعل التعلم أكثر جاذبية ومتعة.
- أتاح للطلاب إمكانية التعلم وفق أوقاتهم الخاصة، حتى أثناء العمل، دون التقيد بجدول محدد أو مكان ثابت.

في المقابل، واجه التعليم عن بُعد تحديات عدة أثّرت على جودة العملية التعليمية، منها:
- قلة التفاعل الشخصي، مما أدى إلى شعور الطلاب بالعزلة والتأثير السلبي على الصحة النفسية.
- صعوبة الحفاظ على التركيز والانتباه بسبب مشاكل الإنترنت أو عوامل تشتيت الانتباه مثل الهواتف ووسائل التواصل.
- عدم توفر الإمكانيات التقنية اللازمة لدى بعض الطلاب، مثل أجهزة قوية أو اتصال إنترنت ثابت، ما يحد من مشاركتهم الفاعلة.
- الحاجة إلى التزام وتنظيم ذاتي، حيث يواجه بعض الطلاب صعوبة في إدارة وقتهم وتسليم المهام في مواعيدها.
- ضعف التفاعل الاجتماعي، ما أدى إلى القلة في اكتساب مهارات التعاون وحل المشكلات.
- صعوبة إجراء التجارب العملية في بعض التخصصات مثل الطب والهندسة والفنون، وذلك لتطلبها أدوات وتجارب ميدانية.
- ضعف التوجيه والإشراف المباشر من الأساتذة، بسبب اعتماد التواصل عبر البريد الإلكتروني أو المنصات الرقمية، ما قد يؤثر على استعداد الطلاب لسوق العمل.

في هذا السياق، لا يوجد نظام تعليمي مثالي، إذ أن التعليم عن بُعد تميز بالمرونة، وتوافر الموارد، وتكلفة الأقل، لكنه واجه في الوقت نفسه تحديات مثل ضعف التفاعل، صعوبة التركيز، والمشاكل التقنية. لذلك، يتطلب كل نظام تعليمي توازنًا ومراعاة احتياجات المتعلمين لضمان تجربة تعليمية فعّالة ومثمرة.