Contact Us
طاقة

سعر النفط يرتفع وسط توترات جيوسياسية ...وأوبك+ تتخوف من فائض محتمل في المعروض

.

ارتفعت أسعار النفط يوم الثلاثاء مع ظهور مؤشرات أولية على تراجع حدة التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين، ما عزّز التفاؤل في الأسواق وخفّف المخاوف حيال تباطؤ الطلب العالمي على الوقود.

وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت يوم الاثنين إن الرئيس دونالد ترامب لا يزال ملتزماً بلقاء نظيره الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية في وقت لاحق من هذا الشهر، في محاولة لتهدئة النزاع المتصاعد بشأن الرسوم الجمركية وضوابط التصدير، بحسب ما نقلته رويترز.

وبحلول الساعة 00:00 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 18 سنتاً، أو 0.28%، إلى 63.50 دولار للبرميل، في حين زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 16 سنتاً، أو 0.27%، إلى 59.65 دولار للبرميل.

ورأت رويترز أن موجة البيع في الأسواق تبقى محدودة حالياً مع لهجة أكثر توافقاً بين واشنطن وبكين، رغم استمرار المخاوف الجيوسياسية التي تبقي القطاع النفطي تحت ضغط. وقال دانييل هاينز، المحلل في بنك إيه.إن.زد، في مذكرة بحثية إن “صناعة النفط ما زالت تتأثر بالقضايا الجيوسياسية”، مضيفاً أن “الصين أعلنت فرض رسوم على السفن الأميركية الوافدة، بما في ذلك ناقلات النفط، مما أدى إلى إلغاء عدد من الرحلات وارتفاع أسعار الشحن”.

وفي سياق متصل، أظهر تقرير لمنظمة البلدان المصدّرة للبترول (أوبك)، صدر يوم الاثنين، أن المنظمة تتوقع توازن المعروض العالمي من النفط مع الطلب في عام 2026 مع زيادة إنتاج تحالف أوبك+، في تغيير عن توقعاتها السابقة التي أشارت إلى احتمال حدوث نقص في الإمدادات العام المقبل.

ويواصل تحالف أوبك+ ضخ مزيد من الخام في السوق بعد أن قررت بعض الدول الأعضاء وروسيا تسريع وتيرة تقليص تخفيضات الإنتاج السابقة. وأثارت هذه الإمدادات الإضافية مخاوف من فائض أثّر سلباً في الأسعار خلال العام الجاري.

وأبقت أوبك على توقعاتها بارتفاع الطلب العالمي على النفط بمقدار 1.3 مليون برميل يومياً في 2025، مع توقع تسارع النمو قليلاً في 2026. وأشارت في تقريرها الشهري إلى أن “قوة المحركات الاقتصادية في الربع الثالث من 2025، والتعديلات الإيجابية لنمو الولايات المتحدة واليابان، إلى جانب البيانات القوية من الهند والصين، تدعم توقعات النمو العالمي المستقرة”.

وتقع توقعات أوبك ضمن النطاق الأعلى لتقديرات الصناعة، إذ تتبنى المنظمة رؤية أبطأ لوتيرة التحول في مجال الطاقة مقارنة بتوقعات وكالة الطاقة الدولية. وتشير بيانات رويترز إلى أن تحالف أوبك+ رفع إنتاجه في سبتمبر/أيلول بمقدار 630 ألف برميل يومياً ليصل إلى 43.05 مليون برميل يومياً، وهو ما يعني أن السوق قد تسجل عجزاً قدره 50 ألف برميل يومياً إذا استمر الإنتاج بالمستوى ذاته.

وبحسب استطلاع أجرته رويترز الشهر الماضي، قد تواجه السوق فائضاً في المعروض يصل إلى 1.6 مليون برميل يومياً في عام 2026، مدفوعاً بزيادة إنتاج أوبك والمنتجين من خارجها، مثل الولايات المتحدة والبرازيل وجيانا.

لكن شركة إكسون موبيل الأميركية ترى أن هذا الفائض سيكون مؤقتاً، إذ قال رئيسها التنفيذي دارين وودز إن سوق النفط ستشهد شحّاً على المدى المتوسط إلى الطويل. في المقابل، تشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية إلى احتمال تجاوز العرض للطلب بنحو 3.3 ملايين برميل يومياً في 2026، مع توقع تحديث هذه الأرقام في تقريرها الجديد يوم الثلاثاء.

شارك المقال