ترامب يهدد تجارة زيت الطهي مع الصين في تصعيد جديد للخلاف التجاري

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الثلاثاء، أن الولايات المتحدة قد توقف تجارة زيت الطهي مع الصين، ما يؤدي إلى زيادة التوتر في العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، إذ وصف ترامب هذه الخطوة بأنها رد على رفض بكين شراء فول الصويا الأميركي، واصفًا ذلك بأنه عمل اقتصادي عدائي، سيسبب صعوبات لمزارعي الولايات المتحدة.
بعد هذه التصريحات، تراجعت مؤشرات "ستاندرد آند بورز" (المرجحة بالقيمة السوقية)، بينما أشار ممثل التجارة الأميركي، جميسون جرير، إلى أن الخلاف قد يخف مع استمرار المحادثات التجارية بين الطرفين.
وحذّر الخبراء من أن قطع تجارة زيت الطهي قد يترك آثارًا سلبية واسعة على مناطق الزراعة الأميركية، إضافة لأسواق الطاقة، حيث يُستخدم كل من زيت الطهي وفول الصويا كمواد خام للوقود الحيوي، مثل الديزل المتجدد، حيث كانت إدارة ترامب تعمل بالفعل على تقليل الحوافز لاستيراد زيت الطهي من الخارج، فيما وصلت واردات الصين إلى مستويات قياسية في 2024 وفقًا لوزارة الزراعة الأميركية.
تعكس أحداث الثلاثاء حالة التذبذب التي ميزت العلاقة بين الولايات المتحدة والصين منذ عودة ترامب للبيت الأبيض، الأمر الذي أثار قلق المستثمرين من احتمال اندلاع حرب تجارية شاملة.
وأعرب جرير عن تفاؤل حذر بشأن استمرار مفاوضات التعريفات الجمركية مع الصين، مؤكدًا أن كبار المسؤولين في واشنطن وبكين أجروا محادثات يوم الاثنين، وأن ترامب والرئيس الصيني، شي جين بينغ، لديهم موعد محدد للقاء لاحقًا هذا الشهر.
كما بدا ترامب متفائلًا بحذر، قائلا للصحفيين في البيت الأبيض، أن الولايات المتحدة تتمتلك علاقة عادلة مع الصين. وإذا لم تكن كذلك، فإن لدى إدارته ضربات كبيرة، إذ أدت هذه التصريحات إلى التخفيف من المخاوف التي أثارتها العقوبات الصينية على وحدات لشركة شحن كورية جنوبية، والتهديدات بفرض مزيد من العقوبات، في أحدث تبادل انتقامي بين الطرفين.
في سياق متصل، سعى البلدان لبناء النفوذ قبل جولة جديدة من المفاوضات التجارية عبر فرض قيود على صادرات المعادن النادرة وأشباه الموصلات، وهي المواد الأساسية في صراع التجارة بينهما. وفي رد على الإجراءات الصينية الأخيرة، هدد ترامب بفرض تعريفات إضافية بنسبة 100% على السلع الصينية بحلول الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني، مشيرا إلى احتمال إلغاء لقائه مع شي خلال قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في كوريا الجنوبية.
وعن الاجتماع، أشار جرير إلى أنه سواء تم التنفيذ أم لا، قالولايات المتحدة لا تريد أن تلزم نفسها، أو تلزم الصين مسبقا، وأضاف أن تطبيق التعريفة الجمركية يعتمد بشكل كبير على تصرفات الصين.
يذكر أن الولايات المتحدة والصين توصلتا في وقت سابق هذا العام إلى هدنة بشأن التعريفات بعد تصاعد النزاع، حيث وصلت الرسوم الأميركية على السلع الصينية أحيانًا إلى 145%. ومن المقرر أن تنتهي آخر فترة تمديد للتعريفة في 10 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
