جفاف تكساس يهدد استثمارات تفوق 57 مليار دولار في الطاقة الأميركية

تُواجه مدينة كوربوس كريستي الواقعة في جنوب ولاية تكساس أزمة مائية غير مسبوقة تهدِّد مستقبل أحد أهم المراكز الصناعية في الولايات المتحدة، حيث تنشط شركات كبرى مثل إكسون موبيل وكوك إندستريز وأوكسيدنتال بتروليوم، وفق تقريرٍ نشرته وكالة بلومبيرغ.
وتسبّب جفافٌ متواصل منذ سبع سنوات في استنزاف مصادر المياه العذبة التي تغذّي المدينة، ما دفع السلطات إلى فرض حظر على ريّ الحدائق وغسل السيارات، وسط تحذيرات من احتمال خفض الإمدادات بنسبة 25% خلال عامٍ إذا استمرت الأزمة.
وأوقف مجلس المدينة مؤخراً العمل في مشروعٍ لتحلية مياه البحر بعد أن تجاوزت كلفته المقدَّرة مليار دولار، ما أثار جدلاً حادًّا بين المسؤولين والسكان حول أولوية تمويل المشروع ومخاوف من أن يكون لصالح الشركات الصناعية على حساب المواطنين، وفق ما ذكرت بلومبيرغ.
وتتهم منظمات بيئية ومجتمعية الشركات الكبرى بـ“الاستحواذ على المياه” واستغلال الأسعار المخفّضة التي تحصل عليها، في حين تؤكد الشركات — ومن بينها إكسون موبيل وسابك — أنها تعيد تدوير المياه وتبحث عن مصادر بديلة لمواجهة النقص المحتمل.
وتُعدّ كوربوس كريستي مركزًا حيويًا لتصدير النفط والغاز من حوض برميان، حيث تجاوزت الاستثمارات الصناعية فيها 57 مليار دولار منذ عام 2010. وتشير التقديرات إلى أن الطلب على المياه سيرتفع بنحو 30% خلال السنوات المقبلة، ما يعمّق الأزمة في ظل استمرار الجفاف وغياب الحلول المستدامة.
بحسب بلومبيرغ، يحذّر خبراء من أن استمرار الأزمة قد يُجبر المدينة على فرض قيودٍ مشددة على الاستخدام الصناعي والمنزلي بحلول عام 2026، ما يهدد مستقبل المنطقة كـ“مركز طاقة عالمي” تعتمد عليه الولايات المتحدة في صادراتها النفطية والبتروكيميائية.