Contact Us
أسواق

أسواق الفضة تواجه ضغطاً تاريخياً... فروق سعر الأونصة تتوسع من 3 سنتات إلى أكثر من 20 سنتاً

الفضة

يشهد سوق الفضة العالمي حالة فوضى غير مسبوقة، بعد أن تجاوزت الأسعار في لندن حاجز 50 دولارًا للأونصة للمرة الثانية فقط في التاريخ، في ظل نقص حاد في السيولة وارتفاع قياسي في تكاليف الإقراض. ودفعت هذه الأزمة بعض المتداولين إلى نقل سبائك الفضة عبر الطائرات من نيويورك إلى لندن للاستفادة من الفارق الكبير في الأسعار بين السوقين.

وقالت رابطة سوق السبائك في لندن (LBMA) إنها تتابع "الضيق الشديد في السوق عن كثب"، وسط مؤشرات على انكماش المعروض وارتفاع الطلب، خاصة من الهند، إلى جانب مخاوف من رسوم جمركية أميركية محتملة قد تفاقم الأزمة.

ووفق بيانات بلومبيرغ، تراجعت مخزونات الفضة في خزائن لندن بمقدار الثلث منذ 2021، فيما هبطت الكميات المتاحة للتداول بنسبة 75% إلى نحو 200 مليون أونصة فقط، ما أدى إلى شح شديد في المعروض.

وتزامن ذلك مع تدفقات استثمارية ضخمة إلى المعادن النفيسة مع تصاعد المخاوف من ارتفاع الديون وتراجع قيمة العملات الغربية، إضافة إلى الإغلاق الحكومي الأميركي الذي زاد من حالة القلق المالي.

في المزاد اليومي للفضة في لندن الذي يُعقد منذ عام 1897 تجاوز السعر 50 دولارًا للأونصة للمرة الأولى على الإطلاق.

كما سجلت الفضة الفورية علاوة سعرية بلغت 3 دولارات فوق العقود الأميركية، بينما قفزت تكاليف الاقتراض الليلية لأكثر من 100% سنويًا، وهي مستويات لم تُسجّل حتى خلال أزمة عام 1980.

واتسعت فروق الأسعار بين العرض والطلب من 3 سنتات إلى أكثر من 20 سنتًا للأونصة، في دلالة على انهيار السيولة.

وقال المتداول السابق في "جي بي مورغان"، روبرت غوتليب:" البنوك لم تعد تقدم أسعارًا لبعضها البعض، مما يخلق حالة شديدة من الجمود في التداول".

وقال مسؤول في شركة لوجستية إن المتداولين يحجزون مساحات على الرحلات الجوية لشحن ما بين 15 و30 مليون أونصة من الفضة إلى لندن، مشيرًا إلى أن بورصة "كومكس" سجلت أكبر سحب يومي للمعدن منذ أكثر من أربع سنوات.

في المقابل، يتوقع متعاملون أن تبدأ الفضة بالتدفق من الصين حيث الأسعار أقل من لندن، رغم محدودية الكميات المتاحة هناك.

وقال جوزيف ستيفانز، رئيس التداول في شركة MKS Pamp SA، إن السوق ستستعيد توازنها تدريجيًا مع تدفق المعدن إلى لندن، مضيفًا أن "الأمر مسألة وقت فقط لإعادة توزيع المخزونات العالمية".

تُعيد هذه الأزمة للأذهان محاولة الأخوين هانت في عام 1980 لاحتكار سوق الفضة، حين تجاوزت الأسعار 52.50 دولارًا قبل أن تنهار بتدخل البورصات.

لكن بخلاف تلك الحقبة، لا يوجد اليوم طرف واحد يتحكم في السوق، بل مزيج من الطلب الاستثماري والصناعي والقيود على العرض.

ويخشى المتعاملون من أن تؤدي أي رسوم جمركية أميركية جديدة على المعادن الحيوية، ومنها الفضة، إلى تفاقم الضيق في السوق العالمية.

كما قالت آيمي غاور، محللة في “مورغان ستانلي:"إذا استُبعدت الرسوم على الفضة، فقد يخف الضغط في السوق الأميركية ويساعد ذلك على استقرار الأسعار في لندن."

شارك المقال