Contact Us
اقتصاد

إسرائيل أمام عزلة متسارعة: ماذا عن تجارتها؟

الاتحاد الأوروبي يحاصر الاقتصاد الإسرائيلي

أشارت صحيفة كالكاليست إلى أنّ 156 دولة، بينها ثلاث من مجموعة السبع، باتت تعترف بدولة فلسطين، في تحول إستراتيجي يضعف الرواية الإسرائيلية ويعزز الموقف الفلسطيني على الساحة الدولية، فيما تراجعت فرص التطبيع مع السعودية التي ربطت أي اتفاق بوقف الحرب في غزة وإقامة دولة فلسطينية.

ووفق الصحيفة، فإن فرنسا وبريطانيا وكندا –وهي ثلاث دول من مجموعة السبع– شكّلت أخطر ضربة لتل أبيب، بعدما كسرت الاصطفاف التقليدي الداعم لإسرائيل، في حين لا تزال الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا واليابان مترددة في اتخاذ خطوة مماثلة.

على صعيد آخر، يبحث الاتحاد الأوروبي لأول مرة منذ توقيع اتفاق الشراكة تعليق أو إلغاء اتفاقية التجارة الحرة مع إسرائيل. ويمثل الاتحاد أكبر شريك تجاري لتل أبيب، إذ يتجاوز حجم التبادل معه 50 مليار دولار سنوياً. ويرى مراقبون أن إيطاليا قد تكون العنصر الحاسم، خاصة بعد أن وجهت رئيسة وزرائها جورجيا ميلوني انتقادات قاسية لإسرائيل وأعلنت دعمها لعقوبات أوروبية.

الاتفاقية القائمة تسمح بمرور السلع الإسرائيلية دون رسوم جمركية، لكن إلغاءها سيعني فرض رسوم تتراوح بين 3% و6% على الصادرات، ما يُلحق بالاقتصاد الإسرائيلي خسائر فادحة ويضعه تحت وصمة "الشريك الملوّث بانتهاكات حقوق الإنسان"، وهي سمعة كافية لإبعاد شركات وبنوك عالمية عن التعامل مع تل أبيب.

وتحذّر كالكاليست من أن المخاطر لا تقف عند حدود العقوبات الرسمية، بل تمتد إلى صورة إسرائيل في الأسواق العالمية، حيث بدأت مؤسسات مالية كبرى –من بنوك وشركات تأمين وصناديق استثمار– بتصنيفها ضمن فئة "الاقتصاد عالي المخاطر"، ما يرفع كلفة الاقتراض ويقلص الاستثمارات الأجنبية المباشرة.

أما الموقف السعودي، فيُنظر إليه داخل إسرائيل كـ مأزق إستراتيجي جديد، بعدما أكدت الرياض أنها لن تُقدم على أي تطبيع إلا في إطار إقامة دولة فلسطينية، خلافاً للتقديرات السابقة في تل أبيب التي كانت تراهن على صفقة تتجاوز القضية الفلسطينية.

في المقابل، باتت إسرائيل، وفق الصحيفة نفسها، مرتهنة بالكامل للرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي وعد باستخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لعرقلة أي اعتراف بدولة فلسطين. غير أن تعامله مع السياسة الخارجية بعقلية الصفقات يجعل دعمه عرضة للتحول إلى أداة ابتزاز سياسي أو اقتصادي في المستقبل.

وتخلص تحليلات ذا ماركر وكالكاليست إلى أنّ إسرائيل تسير بخطى متسارعة نحو عزلة دولية خانقة وخسائر إستراتيجية طويلة الأمد، في مشهد يعيد رسم موقعها داخل النظام العالمي على نحو غير مسبوق.

شارك المقال